مدونة مكسات
مقال مفرد

استغلال النفوذ لإيذاء الآخرين في الخفاء

06/11/2025
هذه المقالة لا تتحدث عن أشخاص محددين، بل عن ظاهرة عامة نشهدها في الواقعين المادي والرقمي، حين يُستخدم النفوذ لإيذاء الغير سرًا، بدافع الغيرة أو الانتقام أو حتى لأسباب واهية لا وجود لها إلا في الخيال.

في عالم اليوم، لم يعد النفوذ محصورًا في المناصب أو السلطة الرسمية، بل أصبح يمتد إلى النفوذ الرقمي؛ فالتطبيقات الكبرى، والمنصات الإعلامية، وحتى الحسابات المؤثرة تملك قوة هائلة يمكن أن تُستخدم في الخير أو في الشر. وحين يُسخَّر هذا النفوذ لإيذاء الآخرين في الخفاء سواء عبر تقييد ظهورهم، أو تشويه صورتهم، أو استغلال بياناتهم يصبح الأمر شكلاً جديدًا من الظلم الحديث المغلف بالتقنية.

السبب الحقيقي

من يفعل ذلك لا يسعى للحق، بل لتغذية شعور بالسيطرة. قد يكون الحافز حقدًا، أو خوفًا من المنافسة، أو مجرد رغبة في الانتقام من شخص لم يخطئ إلا بأنه ناجح أو مختلف. لكن الحقيقة أن هذا السلوك لا يدل على قوة، بل على ضعف داخلي مغطى بالمظاهر.

النتائج

استغلال النفوذ سواء كان إداريًا أو رقميًا يزرع الشك ويهدم الثقة. حين يشعر الناس أن الخوارزميات أو القرارات تُستخدم ضدهم ظلمًا، يفقدون الإيمان بالعدالة والنزاهة. وهنا يتحول التطور إلى وسيلة قمع بدل أن يكون وسيلة بناء.

القوة الحقيقية

القوة ليست في امتلاك أدوات التأثير، بل في كيفية استخدامها. سواء كان في العالم الواقعي أو الرقمي، فكونك تملك نفوذا بشكل أو آخر فتلك أمانة و مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون امتيازاً, والعدالة مهما تأخرت لا تضيع.

خاتمة

قد يظن البعض أن أفعالهم تمرّ دون أن تُكتشف، لكن الحياة لها طريقتها الخاصة في كشف النوايا. من يستخدم نفوذه للإيذاء، يخسر احترام الناس أولًا، ثم يخسر نفسه لاحقًا. فالزمن لا يحمي أحدًا من الحقيقة، ولا تقدر أي خوارزمية أن تخفي أثر الظلم إلى الأبد.

◀ العودة إلى القائمة